الــمُعْــتَزلـَـة
فرقة كلامية ظهرت في
بداية القرن
الثاني
الهجري(580)هجريةـ (131) هجرية)
في البصرة (في أواخر العصر
الأموي) وقد ازدهرت
في العصر
العباسي. اعتمدت
المعتزلة على العقل في تأسيس
عقائدهم
وقدموه على
النقل،
وقالوا بأنّ
العقل
والفطرة
السليمة
قادران على
تمييز الحلال
من الحرام
بشكل تلقائي.
من أشهر
المعتزلة الجاحظ،
والخليفة
العالم المأمون ونجم
الدين الرازي وابن
الرواندي الذي
هاجمهم بعد أن
فارقهم
بكتاباته
التي فسرت
أحيانا على
أنها إلحادية
ورافضة
للتدين بشكل
عام، وإن كان
هذا موضع سجال
فكري إلى
اليوم.كما كان
تأكيد
المعتزلة على التوحيد وعلى
العدل
الاجتماعي
أعطاهم أهمية
كبرى لدى الناس
في عصر كثرت
فيه المظالم
الاجتماعية
وكثر فيه
القول بتشبيه
وتجسيم الذات الإلهية.
يعتقد أن أول
ظهور
للمعتزلة كان
في البصرة في العراق
ثم انتشرت
افكارهم في
مختلف مناطق الدولة
الإسلامية كخراسان وترمز واليمن والجزيرة
العربية والكوفة وأرمينيا إضافة إلى بغداد.
تأسيسها
وتسميتها:
اختلف
المؤرخون في
بواعث ظهور
مذهب المعتزلة،
واتجهت رؤية
العلماء إلى:
العقائد
والأفكار:
بدأت
المعتزلة
بفكرة أو
بعقيدة
واحدة، ثم تطور
خلافها فيما
بعد، ولم يقف
عند حدود تلك
المسألة، بل
تجاوزها
ليشكل منظومة
من العقائد والأفكار،
والتي في
مقدمتها
الأصول
الخمسة الشهيرة
التي لا يعد
معتزليا من لم
يقل بها،
ونبتدئ بذكر
الأصول
الخمسة:
1- التوحيد:
ويعنون به
إثبات
وحدانيته
الله ونفي
المثل عنه،
وأدرجوا تحته
نفي صفات
الله، فهم لا
يصفون الله
إلا بالمسلوب،
فيقولون عن
الله: لا جوهر
ولا عرض ولا
طويل ولا عريض
ولا بذي لون
ولا طعم ولا
رائحة ولا بذي
حرارة ولا
برودة.. الخ،
أما الصفات
الثبوتية
كالعلم
والقدرة فينفونها
عن الله تحت
حجة أن في
إثباتها
إثبات لقدمها،
وإثبات قدمها
إثبات لقديم
غير الله، قالوا:
ولو شاركته الصفات
في القدم الذي
هو أخص الوصف
لشاركته في الإلوهية،
فكان التوحيد
عندهم مقتضيا
نفي الصفات.
2- العدل:
ويعنون به
قياس أحكام
الله على ما
يقتضيه العقل والحكمة، وبناء
على ذلك نفوا
أمورا
وأوجبوا
أخرى، فنفوا
أن يكون الله
خالقا لأفعال
عباده، وقالوا:
إن العباد هم
الخالقون
لأفعال
أنفسهم إن خيرا
وإن شرا، قال
أبو محمد بن
حزم:" قالت
المعتزلة:
بأسرها حاشا
ضرار بن عبد
الله
الغطفاني
الكوفي ومن
وافقه كحفص
الفرد وكلثوم وأصحابه
إن جميع أفعال
العباد من
حركاتهم وسكونهم
في أقوالهم
وأفعالهم
وعقودهم لم
يخلقها الله
عز وجل ".
وأوجبوا على
الخالق الله
فعل الأصلح
لعباده، قال الشهرستاني:" اتفقوا -أي
المعتزلة- على
أن الله لا
يفعل إلا
الصلاح
والخير، ويجب
من حيث الحكمة
رعاية مصالح
العباد وأما
الأصلح
واللطف ففي
وجوبه عندهم
خلاف وسموا
هذا النمط
عدلا "،
وقالوا أيضا
بأن العقل
مستقل بالتحسين
والتقبيح،
فما حسنه
العقل كان
حسنا، وما
قبحه كان
قبيحا،
وأوجبوا
الثواب على فعل
ما استحسنه
العقل،
والعقاب على
فعل ما استقبحه.
3- المنزلة
بين
المنزلتين:
وهذا الأصل
يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند
المعتزلة،
وهي المسألة
التي اختلف
فيها واصل
بن عطاء مع الحسن
البصري، إذ يعتقد
المعتزلة أن
الفاسق في
الدنيا لا
يسمى مؤمنا
بوجه من
الوجوه، ولا
يسمى كافرا بل
هو في منزلة
بين هاتين
المنزلتين،
فإن تاب رجع
إلى إيمانه،
وإن مات مصرا
على فسقه كان من
المخلدين في
عذاب جهنم.
4- الوعد
والوعيد:
والمقصود به
إنفاذ الوعيد
في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله
لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج
أحدا منهم من النار، فهم كفار
خارجون عن الملة مخلدون في
نار جهنم، قال
الشهرستاني:"
واتفقوا - أي
المعتزلة -
على أن المؤمن
إذا خرج من
الدنيا على
طاعة وتوبة
استحق الثواب
والعوض. وإذا
خرج من غير توبة عن كبيرة
ارتكبها
استحق الخلود
في النار لكن يكون
عقابه أخف من
عقاب الكفار
وسموا هذا النمط
وعدا ووعيدا".
5- الأمر
بالمعروف
والنهي عن
المنكر: وهذا
الأصل يوضح
موقف
المعتزلة من
أصحاب الكبائر
سواء أكانوا
حكاما أم
محكومين، قال
الإمام
الأشعري في
المقالات :"
وأجمعت
المعتزلة إلا
الأصم على
وجوب الأمر
بالمعروف
والنهى عن
المنكر مع
الإمكان
والقدرة
باللسان
واليد والسيف
كيف قدروا على
ذلك" فهم يرون
قتال أئمة
الجور لمجرد
فسقهم، ووجوب
الخروج عليهم
عند القدرة
على ذلك وغلبة
الظن بحصول
الغلبة
وإزالة
المنكر. هذه
هي أصول
المعتزلة
الخمسة التي
اتفقوا عليها،
وهناك عقائد
أخرى
للمعتزلة
منها ما هو محل
اتفاق بينهم،
ومنها ما
اختلفوا فيه،
فمن تلك
العقائد :
6- نفيهم
رؤية الله عز
وجل: حيث
أجمعت
المعتزلة على
أن الله لا
يرى بالأبصار
لا في الدنيا
ولا في
الآخرة،
قالوا لأن في
إثبات الرؤية
إثبات الجهة
لله الله وهو
منزه عن الجهة
والمكان، وتأولوا
قول القرآن:{وجوه
يومئذ ناضرة
إلى ربها
ناظرة} أي
منتظرة.
7- قولهم بأن
القرآن
مخلوق: وقالوا إن
الله كلم موسى بكلام
أحدثه في
الشجرة.
8- نفيهم علو
الله،
وتأولوا الاستواء
في قول القرآن: "الرحمن
على العرش استوي"
بالاستيلاء.
9- نفيهم
شفاعة النبي
لأهل الكبائر
من أمته. قال
الإمام
الأشعري في
المقالات:
"واختلفوا في شفاعة
رسول الله هل
هي لأهل
الكبائر
فأنكرت المعتزلة
ذلك وقالت
بإبطاله".
10- نفيهم
كرامات الأولياء،
قالوا لو ثبتت
كرامات
الأولياء لاشتبه
الولي بالنبي.
أولا: التوحيد:
لمبدأ
التوحيد
مفهوم خاص عند
المعتزلة, وهو
يعني لهم:
1.
التنزيه
المطلق: "ليس
كمثله شيء" لا
تشبيه ولا
تجسيم وتنزيه
الله عن أن
يكون مثل
الأجسام أو
الموجودات
الحسية ونفي
أي تشبيه بين
المخلوقات
والله،
والآيات التي
تفيد التشبيه
لا يقبلها
المعتزلة على
ظاهرها بل
يقومون بتأويلها
مثل "ويبقى
وجه ربك ذو
الجلال
والإكرام"
نخرج المعنى
الظاهر لكلمة
(وجه) ونقول أن
المقصود بها
الذات.
1.
التوحيد
بين الذات
والصفات: الله
ذات ووجود وهذا
الوجود يتصف
بصفات ذكرها
الله في كتابه
وصف الله بها
نفسه بأنه
عالم، كبير،
قدير، سميع،
خالق، بصير.
ويعتبر
المعتزلة هذه
الصفات مضافة
للذات، مثلا:
الإنسان لا
يولد عليم ثم
يصبح عليم،
المعتزلة
يقولون أن هذه
الصفات ليست
زائدة عن الذات
إنما هي عين
ذات الإلهية
(العلم –
القدرة – الإرادة
– الحياة –
السمع – البصر –
الكلام) سبع
صفات للذات.
يقول
المعتزلة أن
صفات الله
الستة لا
تنفصل عن
الذات وإنما
هي عين الذات
الإلهية. سميعا
بسمعه وسمعه
هو عين ذاته،
بصير ببصره
وبصره هو عين
ذاته وهكذا...
لأنه إذا قلنا
أن الصفات ليست
عين الذات
فمعنى ذلك أن
هناك تعدد
وتجزؤ في
الذات
الإلهية وهذا
لا يجوز في
رأي المعتزلة
لأنه في رأيهم
شرك لأنه عندي
ذات قديمة
وصفات هي عين
الذات ومعنى
ذلك أننا نقع
في الشرك
ونقول قولا
أفظع من قول
النصارى في
الله. والخروج
من هذا المأزق
بالتوحيد بين
الذات
والصفات فصفة
العلم هي
الذات نفسها،
وخصوم
المعتزلة
يسمونهم المعطلة
أو أهل
التعطيل أي
عطلوا أن يكون
للصفات وجود
متمايز.
الشيعة
والخوارج
والإباضية أخذوا
بهذا المبدأ،
وهذا هو معنى
التوحيد عند المعتزلة
ويترتب على
هذا المذهب
بعض المواقف العقيدية
مثل نفي رؤية
الله، لا
فالدنيا ولا
فالآخرة. " وجوه
يومَئِذٍ
ناضرة إلى
ربها ناظرة ".
إلى ليست حرف
جر بل تعني
النعمة/ ناظرة
أي تنتظر
تمشيا مع مبدأ
التنزيه فإذا رؤية
الله
بالأبصار فهو
جسم.
ثانيا: العدل
و العدل
مبدأ هام في
فكر المعتزلة
لأنهم يربطون
بين صفة العدل
الأفعال
الإنسانية
ويرون أن الإنسان
حر في أفعاله
وهم يقولون
ذلك لكي ينقذوا
التكليف
الشرعي لأن
الإنسان
المسلم مكلف
شرعيا
والإنسان
مسئول عن هذه
الأفعال حتى يستقيم
التكليف
ويكون الثواب
عدلا والعقاب
عدلا. خلافا
للجبرية
الذين يعتقدون
بأن الأفعال
من خلق الله
والإنسان
مجبور عليها.
إلا أن المعتزلة
ترى أن عدل
الله يقضي بأن
يكون الإنسان
هو صاحب
أفعاله. يترتب
على هذا القول
العدل الإلهي و
أن الله لا
يفعل الشر
فأفعال الله
كلها حسنة وخيرّة،
الشر إما أن
يوجد من
الإنسان، أو
لا يكون شرا
إنما لا نعرف
أسبابها، أو
لا نستطيع أن
نجد لها مبرر
لكنها ليست
شرا.
يقول
المعتزلة أن
الله يفعل ما
هو الأصلح لعباده
ولا يمكن أن
يفعل الشر
لعباده.
ويتمثل المعتزلون
الذات
الإلهية خيرا
مطلقا،
ويقولون باللطف
الإلهي أن
الله يهدي
الناس إلى ما
فيه الخير
لطفا بهم. القول
بالحسن
والقبح
الذاتيين أو
العقليين،
والمقصود بها
أفعال الإنسان
الحسنة
وأفعال
الإنسان
القبيحة مثلا
الصلاة فعل
حسن، التصدق
فعل حسن،
إطعام
المسكين فعل
حسن.../ الزنا
فعل قبيح،
الاعتداء من
الأفعال السيئة
القبيحة.
و بالنسبة
لتحديد ما إذا
كان الفعل حسن
أو قبيح, هناك اتجاهان,
الأول يقول
(أن الشرع قد
أخبرني ذلك)
يجعل الأفعال
حسنة (الشرع
أخبرني عن
ذلك) يجعل
الأفعال قبيحة
إذن الإخبار
الشرعي هو
المعيار وهذا
مبدأ التيار
السلفي
النقلي الذي
يأخذ بظاهر
النصوص. والاتجاه
آخر التيار
العقلي يقول
أن العقل هو
المسئول.
يترتب على
مبدأ العدل
أيضا القول
بخلق القرآن،
فالقرآن كلام
الله والكلام
صفة من صفات
الله فالله
متكلم وكلم
موسى تكليما
وصفة الكلام
هي إحدى
الصفات التي
يعتبرها بعض
المسلمين
صفات ذات (صفة
الذات هي صفة
يوصف الله بها
ولا يجوز أن
يوصف بضدها
مثل الحياة والإرادة).
وهم يعتقدون
أن كلام الله
مخلوق أو حادث
أي أنه وجد
بعد لم يكن
موجودا وتكلم
الله به بعد
لم يكن
متكلما. الخليفة
المأمون فرض القول
بخلق القرآن
وطلب من
الجميع أن يقروا
بذلك واعتبر
القول بقدم
الذات
الإلهية ضرب
من الشرك
المضاد
للتوحيد؛ إلا
أن أحمد
بن حنبل تصدى لهذا
القول
فاستضعف
وتعرض للسجن
والتعذيب،
ولذا فقد لقب
بإمام أهل
السنة.
ثالثا:
المنزلة بين
منزلتين
الفاسق في الدنيا ليس بمؤمن
ولا بكافر،
فيظل على هذا
الحال فإن تاب
أصبح مؤمن وإن
لم يتب حتى
موته يخلد في
النار. و هذا
ينسب إلى
الرواقيين
التمييز بين
قيمة الخير وقيمة
الشر ويقولون
هناك أشياء
خيره وأشياء شريرة
وأشياء بين
البينين. و هي
فكرة المعتزلة
بالقول
بمنزلة بين
منزلتين إذ
تأثروا
بالرواقيين
وقد تشكل الاعتزال
كمذهب في
القرن الثاني.
والسبب
فيه انه دخل
رجل على الحسن
البصري فقال يا إمام
الدين لقد
ظهرت في
زماننا جماعة
يكفرون أصحاب
الكبائر
والكبيرة
عندهم كفر
يخرج به عن
الملة وهم وعيديه
الخوارج
وجماعة
يرجئون أصحاب
الكبائر
والكبيرة
عندهم لا تضر
مع الإيمان بل
العمل على
مذهبهم ليس
ركنا من الإيمان
ولا يضر مع الإيمان
معصية كما لا
ينفع مع الكفر
طاعة وهم
مرجئة الأمة
فكيف تحكم لنا
في ذلك
اعتقادا.
فتفكر الحسن في
ذلك وقبل أن
يجيب قال واصل
بن عطاء أنا
لا أقول إن
صاحب الكبيرة
مؤمن مطلقا
ولا كافر
مطلقا بل هو
في منزلة بين
المنزلتين لا
مؤمن ولا كافر
ثم قام واعتزل
إلى اسطوانة
من اسطوانات
المسجد يقرر
ما أجاب على
جماعة من أصحاب
الحسن فقال
الحسن اعتزل
عنا واصل فسمى
هو وأصحابه
معتزله.
ووجه
تقريره انه
قال ان الإيمان
عبارة عن خصال
خير إذا
اجتمعت سمى
المرء مؤمنا
وهو اسم مدح
والفاسق لم
يستجمع خصال
الخير ولا
استحق اسم
المدح فلا
يسمى مؤمنا
وليس هو بكافر
مطلقا أيضا
لان الشهادة
وسائر أعمال
الخير موجودة
فيه لا وجه لإنكارها
لكنه إذا خرج
من الدنيا على
كبيرة من غير
توبة فهو من أهل
النار خالد
فيها إذ ليس
في الآخرة إلا
فريقان فريق
في الجنة
وفريق في
السعير لكنه يخفف
عنه العذاب
وتكون دركته
فوق دركة
الكفار.
المصادر
:
1.
الموسوعة
الميسرة في
الأديان
والمذاهب
والأحزاب
المعاصرة. |
·
آخر
تعديلا لهذه
النص
من
ويكيبيديا،
الموسوعة
الحرة في 5 و 9 15
أغسطس/آب 2010.