الأخـوة                       

ما أطيب ما أحلى أن يجلس الإخوة معا. ( ع.ق.  مز: 133)

 

إلى كل من يلتزم الحقيقة الواضحة كعين الشمس و يحياها

إلى كل من يحسن صياغة الكلمة ويرقى إلى مستوى تفهمها

إلى المُجَلِّين في أفكارهم وكلماتهم المـقـّفـاة والتي يغنينها

إلى إخواني الحاضر منهم و الغائب أقدم التحية المثلثـــة

 

الأخوة هي نهاية المشوار إذا صح التعبير فأوله الصداقة حيث نرى الصديق ونرى الإخلاص ونتلمس إقامة المودة والسير في دروب الوفاء. إن الأخوة لطابع إنساني رفيع المستوى عميق الجذور يرقى بالإنسان إلى قديم الزمان أعني إلى فجر وجوده نعم إنه طاقات فاعلة وإشعاعات روحية منذ إطلالته على الدنيا.

الأخوة هي كالثوب الناصع البياض الغيرمبطن لا يحتمل الدنس، إنه شفاف.

الأخوة لقاء إنساني حميم فيه يتلقى الفكر والأخلاق فيه توحد القلوب فتسير سويا إلى قلب الحياة حيث الصفاء والمودة فتطيب الحياة بأبنائها الصادقين الخلاقين.

الأخوة هي التلاقي هي التفاهم هي التناغم هي الإبداع هي الأثر الروحي الذي أحيا التراب فصارت له أفاقا أوسع من دنيا الزمان و المكان وإذا سألت عنها وجدتها ثورة أغلى من أن تثمن، نعم إن الأخوة لا تنتزع لا تباع ولا تشترى، وإذا أردنا أن نعّرفها رأيناها بذورا تنتج وتثمر ما دامت وما بقيت للإنسان حياة.

الأخوة رقي بعيد المفاهيم واسع المدى هو انصهار إنساني وفير النتاج صافى الأجواء يوحد لا يفرق لا يعترف بالسلبيات يؤمن بالبناء يقول لا مدوية للهدم وللأنانية.

للأخوة أجنحة خفية ترفرف في الأجواء الصافية تراها العين الساهرة هي من فوق ولا تؤمن بالفوقية بل تؤمن بالصدق والوفاء والإشعاع و العطاء هي تدعونا إلى الانطلاق إلى ما هو أبعد من المدى لذا يلزمها القوة لتصل إلى فوق أبعد من البعيد فمشارقها هي ما بعد السماء.

     الأخوة هي الحق والوفاء و العطاء والأمل والإشراقة والجمال والمحبة والشهامة والتفاني والإيمان فباجتماع قوة الأخوة وجمالها تولد الحكمة فحقا تظهر لأعيننا واضحا خفايا التثليث العظمى.

                                                        الأستاذ الأعظم لمحفل بيت إيل الأكبر الأخ جميل نجار