إن
محاسن الآداب
والأخلاق
والشمائل
والنهى عن عمل
السوء
والمنكر والفحشاء لهي من
الأولويات
التي أمرنا
بها مهندس
الكون
الأعظم، فحِكَمْ
أحيقار
وشرائع
أمورأبى مثلا
جاءت قبل وصايا
المسيح الذي
بشر بالمحبة,
والتسامح
وأعطانا
مثالا عظيما
للمغفرة وصلب على خشبة
وقام في
اليوم الثالث، ألم يقل عمانوئيل
من على
الصليب: "أغفر
لهم يا أبتي
لأنـهم لا
يعلمون ماذا
يفعلون" ،كم جميل
مبدأ التسامح
خاصة عند
المقدرة. وأمرالقيامة
ليس بغريب على
من إطلع على
المِيتِ الفينيقي
فقد قام أيضا
أدون في
اليوم الثالث، فلِما
لا يكون
الميت الفينيقي
مع
ماجاء في
أسفار العهد
القديم هي التوطئة و المؤشر
والإعلان عن مجيء
عمانوئيل.
وتمر
الأيام
والسنون
ونتعرف على فيلسوف
ذائع الصيت
متأمل من
الطراز الأول
عرف العلة
فوجد لها العلاج
أعني به
"بوذا". إن
لفظة "بوذا" وتعنى
"المستنير"
أما إسمه
الحقيقي فهو
"سيدهرتا
جوتاما "
وتعنى هذه
التسمية
"البالغ مأربه". ولد
سيدهرتا في
شمال الهند في
حقبة هي بين
أواخر القرن
السادس
وأوائل القرن
الرابع قبل المسيح،
وتقع تعاليمه
داخل مثلث
تحده الديانة
والعقيدة
والفلسفة. وهي
منتشرة في
أواسط الهند
وجنوب شرق
آسيا والصين وكوريا
واليابان، و قد
إمتدت أيضا
لنجدها عند
بعض أتباعه في
الغرب. هذا و قد
وافته المنية
في شمال شرق
الهند بين سنة
500 و 350 تقريبا. إن
السبب
الجوهرى في
توجهه
الفلسفي هذا
هو عينه
الثاقبة وملاحظته
منذ الصغر. أن
المرض محتم
والشيخوخة
محتمة والموت
محتم و لم
يتطرق لموضوع
ما بعد الموت
من قيامة وحياة
أبدية كما هي
الحال عند
السيد المسيح.
تخابطت
هذه الأفكار
في مخيلة هذا
الإنسان الأمر
الذي حدا به
إلى ترك
عائلته و
التحول إلى Shramana والتي
تعني" الزاهد"
فانكب على
البحث عن
الحقائق و
كيفية إنعتاق
البشر من
رذائل
وماديات هذه
الدنيا
الفانية فسلك
طريق الشنجاShanga
والتي
ترتكز على
السلبية في
الذات والتى
نجدها واضحة
في أعمال
السامري
الصالح. ولتبسيط
الأمور
نقولأنه رفض
الأنا وحب الذات وترتكز
وصاياه أربعة
فضائل سماها
الأربعة
حقائق
النبيلة : "
The Four Noble Truths "
1 - الحياة
الدنيا في
أساسها مخيبة
للآمال و مملوئة
بالآلام .
2 - الآلام
تنبعث من حب
الإنسان
وشغفه
بالنشوة وحب
البقاء وحب
السيطرة
والتعجرف.
والأنانية
و حب الذات ولدينا
مثل على ذلك
4-
لكي تجد الحل
عليك بسلوك
القنوات
الثمانية التالية
:
ا)
النظرة
السليمة
للأمور. ب)
النية
الصافية
الإيجابية
البنائة.
ج)
جعل اللسان
ينطق بكل ما
هو مهذب. د)
العمل السليم
و الصحيح.
ه)
الحياة
القويمة
الشريفة.
و) المجهود
الصادق و
العمل الحثيث
ز)
نضوج الوعي. ح)
التركيز
العميق .
مما
تقدم يجد
الانسان نفسه
ضمن دائرة
اللاأناوية و
الرجوع إلى
أعماق الذات
والتركيز على تفحص
الضمير مما يؤدي
في النهاية
إلى التحليق
المتفجر
والمتفتح إلى
العلاNirvana وقد
توصل بوذا قبل
وفاته إلى
الإنعتاق
التام وحلق
عاليا وتوصل
إلى النرفانا. وبعد
وفاة بوذا
إجتمع مريديه وتلاميذه
فمنهم من اتبع
نظام Theravada
ومنهم من إتبع
نظام Mahayana و منهم
من اتبع نظام Vajrayana أما
نظام
التيرافادا
فهو حامل
للتقاليد
القديمة وفي
القرن الثالث
قبل الميلاد
اكتملت نصوص
القوانين
والمخطوطات
لهذا النظام و
توزعت علي 3 أجزاء
سميت سلل .
1- سلة
النظام
Vinaya Pitaka
2- سلة
الشرح Suta
Pitaka
3- سلة
العارفين Abhidhamma Pitaka
و
قد تبنى هذه
المدرسة
الملك الهندي
أشوكا shoka، وفي
منتصف القرن
الثالث قبل
الميلاد ساعد
على تأسيس
إرساليات
فإنتشر هذا
النظام في
جزيرة سيرلانكا
و في جنوب شرق
آسيا.
أما
نظام
الماهايانا Mahayana
ففيه أتباع
المركبة
الكبرى Followers Of Greater
Vehicle وأتباع
المركبة
الصغرىFollowers
of lesser Vehicle و تسمى
الهينايانا Hinayana
وهاتين
الطريقتين
تنصب في
الروحانية الكونية
و هي في غاية
التعقيد إذ
أنـها تدرس بعمق
علاقة كل من
الإنسان
الناقص
بالأعلى الكامل
و بالحقيقة.
فالحقيقة
عندهم مطلقة
أو نسبية وهي
تعتمد على
الإيمان
المطلق
بالأعلى وليس
على المنطق
وفروعها في
اليابان تسمى ZEN وفي
الصين تسمى CHAN.أما
النظام
الثالث و هو
الفاجراياناVajrayana أي (
المركبة
الماسية ) فقد
انتشر هذا
النظام في القرن
السابع بعد
الميلاد و لا
يتمكن المريد من
تعلمه ما لم يكن
موجها من
أستاذ ضليع في
أمورها فمن
يريد تعلمها
عليه أن يتدرب
على أوضاع
جسدية مقدسة وتعلم
ترانيم مقدسة والإطلاع
والتعمق في
التكوين
النفسي السماوي
الفلكي و
المعروف Spiritual Cosmos و
يتواجد هذا
النظام في
التبت و منغوليا.
و من خصائص البوذية تواجد
هياكل لإقامة
الصلوات إن
خاصة أو عامة
كما هناك
أديرة تمتاز
بمواقعها
الجغرافية
المنعزلة و
المرتفعة عن
سطح البحر ذات
المناظر
الخلابة و يقيم
فيها
التلاميذ و
المريدين و
الرهبان و
كلهم من
الذكور فلا
إناث في
الأديرة. ويظهر
الإنسان تخشع أمام
تماثيل بوذا
أينما كانت و
هذا من ركائز
البوذية لما
له من إكرام و
قيمة أدبية
هامة إذ خلق
مجموعة ارتضت
لنفسها نمط
حياة يجعل من
البوذي
إنسانا
مصطفى، مميز و
رفيع الشأن.
و قد أوجزنا عن
بوذا و
البوذية فهل
من خلاصة أو
عبرة
نستخلصها مما
تقدم أقول نعم
يا أخي لقد
تعلمنا
الكثير
الكثير و لنا
أن نجعل من
هذه الخلاصة
دستورا نقتدي
به:
أقول لا
تتكبر فمهندس
الكون الأعظم أكبر و لا
تكن فوقيا
فهناك من هو
أعلى منك
أقول لا
تعضض اللئيم
فهو رجل
الشيطان.
أقول لا
تدين العادل
فهو رجل حكيم.
أقول لا
تنتهك العهد و
القسم فتصبح
فقاعة فارغة.
أقول لاللتحايل فركائزك هي الناموس و
الشريعة
والنظام و القانون.
أقول لا
تعمل ضد البار
و السائر في
الكمال لكي لا
تنـزلق إلى
التهلكة.
أقول لا
تكن كالعجلة
الجامحة فانك
لن تتقدم.
أقول
ستضحك ساعة و
تبكي يوما إن لم تبتعد عن
المهرج.
أقول
فليكن عقلك
وضاء فيشع
صيتك مبهرا
العيون كضوء
الكواكب.
أقول لا
تعاشر ذا الوجهين
لأنه سيسقيك
ماء
الكذب.
أقول لا
تستحي من حالك
فأنت صنيع مهندس
الكون الأعظم.
أقول
ابتعد يا أخي
عن ابن الشر و عن
الثروات
المدنسة.
أقول لا
تستعبد أخاك
باطلا لقاء
درهم.
أقول قليل
ضمن الصراط
المستقيم خير
من ثروة شريرة
تنفقها في
التعاسة.
أقول
النور ألعلي
لن يتخلى عنك
ما دمت أنت مع النور
و في النور.
أقول
حبائل المادة
صنعها
الشيطان
فتحذر منها
لكي لا تقع في
فخ المرض لأنك
عابد للأرض. أقول إن
عبء الحرية
الفردية أخف
بكثير من ثقل
عبء الرق و
التملق.
أقول كن يا
أخي مرفوع
الرأس ذو
كرامة و لا تنحني
إلا لمهندس
الكون الأعظم لأنك إذا
انحنيت للبشر
ستشتم التراب.
و أخيرا
أقول لك يا
أخي بعد أن
سمعت كل هذا
ما عليك إلا
أن تتأمل فكن
أنت التلميذ و
أنت
المعلم و
اجلس على
طاولة امتحان
الضمير و ضع لنفسك
نقاط النجاح
أو الرسوب و
اعلم جيدا أن
في هذه الدنيا
لا يوجد دورة
ثانية و أن
بيت إيل سائر
و لن يقف عن الكلام
حتى لو وقفت
أنت عن
الاستماع فبيت إيل يؤمن
بالحرية
المطلقة
للأٌيمان.
ممارست المحبة، التواضع، العطاء، المغفرة، الإحسان، الشفقة، الصبر، التسامح,
الوداعة، التروي،
الأخوة، والتحبب، هي من
خصال الأخ
الذي جاء إلي هنا بملء
إرادته فاختياره كان حرا
غير مرغب من
أحد أو تحت
تأثير المادة أو
الجاه، و
اعلم يا أخي
أنه ليس في
الإمكان أكثر
مما كان.
فاعمل ما هو
واجب عليك
كاملا غير
منقوص و اترك
للآخرين أن
يقدروك و لا
تستجدي الشكر
من أحد و بذلك
تكون قد أرضيت
نفسك، وأرضيت
أخيك و حزت
على رضي خالقك الأوحد ألعلي
القديرمهندس
الكون
الأعظم.إلا
أننا نتسأل لماذا
تنعت الإيلية أو
البوذية
بالوثنية ؟ أم
أن النبوة هي
حصرعلى إناس دون
آخرين ولما
لا تكون
الإيلية مدخلا
للأخلاقيات
وتنبيها لمن
هو آت ! ألا
يحق لنا أن
نقف وقفة تأمل
إن لمجييء هؤلاء
الذين تركوا
عظيم الأثر في
البشرية ؟
الجواب نعم و
لكن هل هذه
النعم هي نعم
الفكرو العقل
و القلب أم هي
نعم التحصيل
حاصل !!!
أعود و أكرر
أن من جاء
ليقول
أن علينا سلوك الطريق
القويم
منا من إفتنع
بوصاياه ومنا
من لم يفتنع. ولا
زلنا ننحرف، ولا
زلنا بأكثرية بعيدين
كل البعد عن الحق
والحقيقة
وعن
المغفرة
للمسيئ إلينا، اننا
لا زلنا نعيش عصرالأنا فى
نفوسناولاممارسة
للأخوية
الحقة كما يجب،.فهل
فينا من يتألم
لتألم أخيه ؟
هل بيننا من يدر
خده الآخر؟ يا
أيها الزمن
الردىء كم فيك
من إناس
رؤوسهم
منتفخة حقدا
وأنوفهم
متغطرسة
ويرون فقط
الخشبة التي
في عين أخيهم.
أخي بكل
محبة أسألك من منا كامل؟
هل تمارس
بنائيتك كما
هو مفروض
بموجب قسمك ؟
فليهدينا
مهندس الكون
الأعظم على
السير في درب
المصطفين
المستنيرين .
الأستاذ
الأعظم
لمحفل بيت
إيل الأكبرالأخ
جميل نجار