الرمزية بين الدين و الطبيعة

      يعني إسم يوحنا بن زكريا "حنان الرب" و يشكلان في المسيحية شخصيتين مميزتين هامتين ألا وهما يوحنا المعمدان والمسمى في القرآن الكريم "يحيى ويوحنا الإنجيلي. وهنا نتساءل ما علاقة  الإحوان المساريين بهما وما رمزيتهما.

و من الملاحظ أن يوحنا المعمدان كان يمهد الطريق لمن سيأتي من بعده الم يقل "مهدوا سبل الرب" كما كان يعمد بالماء والذي لا يختلف عليه اثنان أن تمهيد الطريق و الماء علامات أفقية نجدها لدى المراقب الثاني فهو سلبي وقمري ومن الملاحظ أيضا أن المعمداني جاء لينهي عهدا قديما ومشيرا إلى العمود B وهي تنبهنا أن مولد السيد المسيح الذي كان في بيت لحم بينما يوحنا الإنجيلي والمسمى بالنسر هو علامة رابطة بين الأرض والسماء فهو عمودي ناري، فنراه في الإنجيل ثلاث مرات واقفا على جبل فأولها كان جبل التجلي ويقال أنه جبل حرمون وثانيها جبل الزيتون وثالثها جبل الجلجلة. حتمية الأمر أننا نجده لدى المراقب الأول ممثلا بالفادن، ومشيرا إلى العلا إلي السماء أعني إلى الشمس، وهوأخر الأناجيل. فيوحنا أنهى عهدا وأعلن مجيء عهد جديد كذلك يوحنا الإنجيلي قد أنهى العهد الجديد. وأشير هنا إلى العمود J وهي ينبهنا إلى مكان صَلب السيد المسيح في مدينة" يوروشاليم".

     مما تقدم نرى أن لدينا اثنين يوحنا وعمودين وميلين وانقلابين للشمس واحد صيفي وآخر شتوي وهما على طرفي نقيد فنرى فيهما الحياة والموت والماضي والحاضر فكما أنهى المعمداني العهد القديم وكذلك أنهى الحبيب العهد الجديد، إلا أنه فتح أفاقا جديدة لما هو آت وهل نحن بعيدين كلية عن تلك الآفاق الجديدة فقد عرفنا البداية وعلى علم بالنهاية ولنا العقل الكامل في أن نلتزم بالخطوط السليمة والفضائل الكريمة التي نكتسبها حال كوننا مساريين. ألا يمثل لك أخي المساري رسم جانوس Janus الإله ذو الوجهين المرئيين وجها يتطلع إلى الماضي وآخر يتطلع إلى المستقبل ألا ترى يا أخي المساري أن هناك وجها خفيا ألا وهو وجه الحاضر والممثِل للحاضر اللانهائي ذلكم الحاضر المتواجد داخل وخارج المحفل من ولادتنا المسارية لنكّون حياة جديدة لائقة ومستنيرة. وعليك أن تلاحظ يا أخي المساري أن الانقلاب المداري الصيفي هي مرحلة هبوط عكس ما يمثله الانقلاب المداري الشتوي للشمس فهو تصاعدي. أفلا يزداد نور النهارفي الأول وينتقص ظلام الليل في الثاني ؟

     فلنعد بذاكرتنا إلى غرفة التأمل ألا نرى رسما للديك؟ ألم يعلن الديك عن قدوم فجر جديد في ظلام ليل الصحراء؟ قأعلن إنبلاج و مجيء نور المحبة والإخاء والخلاص من نير الأنوية، كن ديكا نورانيا يا أخي وإعلن عن مملكة الحرية والإخاء والمساواة.