قراءاتText Box: أبيات بيتاغور الذهبية 


كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم. كـان في العالم وكُـوِّن 
العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصَّته جـاء وخاصّته لم تقبلـه. 
إنجيل القدّيس يوحنا (1: 9-11) 
   سأكلم العقلاء........ ابعدوا الجهّال.
       بادئ ذي بدء، عليك إكرام الآلهة بحسب المنزلة اللائقة بها وأكرِم الأبطال الشرفاء و احترم كلامك فإنك 
       بذلك تعمل بما توصي به الشرائع.
أكرِم والديك والأقربين إليك بالدم و اتَّخذ لنفسك صديقا من أهل الفضيلة و أصغِ لرقيق كلامه، وتعلم ألا 
تكون حجر عثرة أمام المفيد من الأعمال ولا تحـقدعلى صديق من جراء خطأ طفيف اقترفه لأن الممكن 
يجاور الضروري وتشرَّب الوصايا المـذكورة أعلاه و إضبط شهـواك وأهواءك وغضبك ولا ترتـكب
المعصية بمـفردك أو بالاشتراك مع غيرك فالأولى بك احتـرام شخصـك و تعـّود على ممارسة الحق 
بالأفعال وبالاقوال و تعـلَّم أيضاً ألاتتـصرف قـط ما لم تُمعن التفكير واعلم أن المـوت ناموس لا مفر
منه للجميع، تعوَّد على فقدان الأشياء في أية لحظة بمقدار تعـوُّدك على اقتنائها.أمّا المصائب التي يتحمَّلها 
البشر من جراء الأقـدارالإلهية فتحمَّل نصـيبك منها بلا تذمّـُر ولكنْ اجتهد في تصويبها بما في وسعك، 
إن قدر الإنسان الذي يُبتلى به فيه الطالح والصالح، أما كل ما يطرق الأسماع منها فلا تدع الخوف والفزع
يستحوزك ولا تَحِدْ عن دربـك لكي تجتنب سماعه والزم الهـدوء فلا تذعن لأحد، قولاً أو فعلاً فلا تفعل
أي شيء يتعارض مع طبيعتك، وفكّـَر قبل أن تفعل، والتـكلم بلا تروٍ صفة الجـاهل. لا تفعل ما يعود
عليك بالضرر ولا تأتي بشيء لا علم لك به وتعلَّم ما ينبغي أن تتعلم فهذه قاعدة الحياة السعيدة ولا تتهامل
بصحَّتك، وكن معتدلاً في شراب وطعـامك و رياضتك، كن معتدلا وتعـود على نظـام صحيح خال من
الخمول واجتنب فعـل كل ما من شأنه أن يحرِّض الرغبة فيك وتجنّب التبذير إذ أن الاعتدال هو الأفضل
 فكِر قبل أن تفعل، و لا تجـعل النوم يداعب جفنيك قبل أن تقوم بتفحـص كل يوم ضميرك متسائلاً فيما
إذ قصـرت ؟ وماذا فعـلت ؟ وأي أمـر قد غفلت ؟ وابدأ بسؤال نفسـك واحدة واحدة عن هذه المسائل،
فإذا أسأت التصـرف لُمْت مسلكك أما إذا أحسـنت فابتهج فهـذا هو ما سيوضعك على درب الحكمــة
الإلهية والتي نلتها من الربـاعية المقدسـة. سبِّح الآلهة قبل أن تباشرأعمالك لكي تنجح فإذا ملكتَ هـذه 
المبادئ عرفتَ جوهر الالوهية الخــالدة والتأله الـفاني وعرفت الفوارق بين الأشياء والروابط التي تشدُّ
بعضها إلى بعض ولسوف تعـرف ما هو الحلال في كل شيء، حينئذ لـن تتأمل فيـما لا أمـل منه ولن
يُخفـى عليك شيء وستتـعرف على البشر ضحايا المصـائب التي ينزلونها بأنفسهم وتعـرف بؤسـهم
وتعرف أن هناك إناس عاجـزين عن إدراك الخــيرات القريبـة منهم، إذ قلـة من بينهم تعرف كيف 
النجاة من الشقاء أما القضـاء النازل بنفوس الفانين هو كالكـريات تتدحـرج هنـا وهنـاك مسببة الآلام
التي لا نهاية لها، فالشقاء رفيقـهم الفاجع يودي بهم من حيث لا يدرون أن الشقاء الذي يظهر لدى مولدهم 
يتوجب الامتناع عن إثارته، وتجنُّبـه بعدم الانقياد له. فكـن على ثقة أن البشـر من سـلالة إلهية إذ أن
الطبيعة المقدسة تدُّلهم وتكشف لهم كل الأسرار فإذا أخذت نصيبك منها و عملت بالوصايا حرَّرت نفـسك
من هذه الهمـوم فامتنـع عن المـآكل التي ذكرنا، ففي التطـهيرانعتاق النفـس بانفصالها عن البـدن.
و كن حاكـم نفسـك وتفكَّر في كل شيء وتـسامىً بعقلك فهو خير المرشدين اترك جسـمك وحلـق
 حتى أعالي الأثير المطلقة، هنا ستصبح مخلَّدا كالآلهةً.       
  المصدر أكرم أنطاكي : http://maaber.50megs.co